ا الذي جرى ويجري في العالم ؟

ما الذي جرى ويجري في العالم منذ مدة وقد يستمر فترة طويلة حسب رأي الخبراء؟؟ بدءاً بالأزمة الإقتصادية العالمية التي اعتبرت الأسوأ في التاريخ، مروراً بظاهرة الإحتباس الحراري التي أظهرت الوجه المخيف للتغيير المناخي، حيث ضربت العواصف والفيضانات جميع القارات دون استثناء، حتى الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية التي من المتوقع أنها تمتلك الإمكانيات للتنبؤ والسيطرة على مثل هذه الكوارث الطبيعية، لم تسلم من خرابها، أما الدول الفقيرة فلقد دمرتها الكوارث وزادت من معاناتها الإنسانية والإقتصادية والإجتماعية مثل بعض دول آسيا وأفريقيا التي تأثرت أيضاً بالأزمة الإقتصادية العالمية دون أن يكون لها دور فيها لا من قريب ولا من بعيد، وقد يواجه العالم تحديات أكبر وأعظم.
فهل هذه الأزمات والكوارث التي لم يستطع العالم مواجهتها أو التصدي لها هي إنذار للبشرية بأنها ابتعدت عن خالقها وانجرفت إلى الماديات؟؟
قبل أيام التقيت بمجموعة من المسلمين من دولة في أوروبا الشرقية تعنى بالأعمال الخيرية، قال أحدهم حين تطرقنا إلى هذا الموضوع، بأن المسلمين في رأيه هم أكثر من يعاني من الأزمات السياسسة والإقتصادية وحتى الطبيعية، ربما لإبتعاد بعضهم عن جوهر دينهم وركضهم ورآء قشور الدنيا ومادياتها، وتابع قائلاً، إن حال المسلمين في بلده والدول المجاورة لها كان أحسن في ما مضى، لكن بعد ظهور الشيوعية وانضمام بلده إلى منظومة الإتحاد السوفياتي، ظنوا بأن وضعهم سوف يكون أحسن مما يعيشونه في ظل الإقطاعيين المسيطرين على ثروات البلاد والذين أذاقوا الذل والهوان للأغلبية الفقيرة من الشعوب التي عانت من استبدادهم فظهرت نظرية الإشتراكية التي نادت بالتقارب وتقاسم الثروات بين الأقلية الغنية والأكثرية الفقيرة وبعد ذلك انتشرت في باقي أنحاء أوروبا النظرية الشيوعية التي نادى بها كارل ماركس ثم حاول لنيين ورفاقه تطبيقها في الإتحاد السوفييتي والدول التابعة له وتجاوبت معهم في البداية الأغلبية الفقيرة التي كانت تأمل تحسين أوضاعها والخلاص من الظلم والإستبداد التي كانت تعيشه، لكن مع مرور الزمن أصبح قادة هذه النظرية أكثر استبداداً وتسلطاً وتحولوا إلى دكتاتوريين وتبخرت آمال الشعوب التي لم تحصل على أبسط سبل الحياة، ومن شدة الخوف والقهر لم تستطع حتى إبداء رأيها والمطالبة بحقوقها، لكن بعد فترة تم القضاء على هذا النظام بواسطة من كان يهتف له ويساند قادته في البداية، والمسلمين كغيرهم عانوا من الظلم والقمع ولازالوا إلى الآن في الغرب عرضة للإضطهاد والإبادة لكنهم متشبثيـن بدينهم وإيمانهم قوي وحالياً يعوا تماماً أن مثل هذه الأفكار والنظريات تقوم في الأصل على تحقيق المجد المؤقت والسيطرة للوصول إلى السلطة وما غير ذلك هو مجرد شعارات فما أن تصل إلى القمة وتخضع الجميع لسلطتها حتى تتبخر مبادؤها وتقمع كل الآراء المخالفة لمصلحتها والواقفة في وجه طموحاتها لذلك يكون سقوطها أقوى من وصولها، على كلٍ المسلمون الاوروبيين أحسن حالاً من غيرهم باعتبارهم مسلمين أوربيو الأصل وليسوا مسلمين اوروبيين مهاجرين الذين لا زالوا يشعرون بعدم الإنتماء من جهة ومن جهة أخرى غير مقبولين والجيل الحالي منهم منجرف بشدة إلى العادات والتقاليد الغربية وضائع الهوية. تطرقنا إلى مواضيع كثيرة ومختلفة وأعجبت بكلامهم وأحساسهم بمعاناة الآخرين وتشبثهم بمبادئ الإسلام وتعاليمه رغم أنهم يعيشون أو تحيط بهم مجتمعات متعددة الأديان والأعراق، من هنا تبرز قوة الإسلام كآخر الأديان السماوية وتبرز مبادئ الدعوة الإسلامية التي قامت على العدل والمساواة والتسامح كما تبرز أهمية أركان الإسلام ومن بينها الزكاة التي تعني التعاطف والإحساس بالآخر، قبل أن تكون منح أو إعطاء الأغنياء جزاءً من أموالهم للفقراء الذين كانوا ومازالوا يشكلون الأغلبية في كل الأزمنة، الإسلام الذي آمنت به شعوب بالرغم من عدم معرفتها أو نطقها باللغة العربية لغة القرآن، والذي أرسى قواعد متينة في كل مكان رغم التحديات التي واجهها ويواجهها حتى يومنا هذا لكنه مستمر في الإنتشار، وعدد المسلمين في إزدياد وخاصة في أوروبا وأمريكا حيث تعرفوا عليه في أوطانهم واختاروه عن إقتناع وليس بالوراثة واضطلعوا وقرأوا مبادئه وقيمه، كما تعرفوا من خلاله على الحضارة الإسلامية وعلى إزدهارها السياسي والعسكري والثقافي في العصور الوسطى. والتي تراجعت عندما أصبح اهتمام حكام المسلمين بأمورهم الدنيوية أكبر من تطبيق تعاليم الإسلام.
كتب أحد المفكرين المسلمين في القرن الماضي عندما رجع من أوروبا: (رأيت هناك الإسلام ولم أرى المسلمين ورأيت في بلادي مسلمين ولم أرى الإسلام) يا ترى ما الذي سوف يكتبه لو زار بلاد المسلمين في هذا الزمن !!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *