وطني أنا …… أنا وطني

قبل أسابيع كتبت مقالاً بمناسبة إحتفال الدولة بعيدها الأربعين تحت عنوان “إماراتي وأفتخر” فكانت الردود التي وصلتني إيجابية وأغلبها تُهَنئ صاحب السمو رئيس الدولة وإخوانه أصحاب السمو الحكام وشعب الإمارات بهذه المناسبة العزيزة على قلب كل الإماراتيين ، وتترحم على مؤسسي الدولة وعلى رأسهم المغفورله بإذن الله زايد الخير. لكن أريد أن أشارك القراء اليوم مضمون ثلاث رسائل والتعليق عليها.
الرسالة الأولى ، ذكر فيها دور بعض المواطنين الذين كانت مشاركتهم فعالة في تأسيس الدولة، خاصة مع تكريم صاحب السمو رئيس الدولة لبعض من قدموا خدمات جليلة للوطن فذكر المرسل أصحاب المعالي والسعادة محمد سعيد الملا ومحمد عبدالله القاز والمرحوم أحمد بن سلطان بن سليم وهم بلا شك من المواطنين الذين كان لهم دور بارز ، وبكل تأكيد هناك مواطنون آخرون من كل إمارات الدولة وقفوا إلى جانب أصحاب السمو الحكام لتحقيق حلم وحدوي بين الإمارات السبع. مع العلم بأن الشعور بالإنتماء والوحدة كان يخالج وجدان كل مواطني الإمارات قبل ميلاد الدولة.
أما الرسالة الثانية ، فكانت من صديق عربي يعيش في لندن يقول : إن الأجانب كان ولا زال لهم دور كبير في بناء الإمارات ، و أنا بدوري أؤكد ذلك ولا أحد ينكره ، ولقد استفادوا مادياً ونعموا بالإستقرار مقابل جهدهم وعملهم ، لكن الزيادة المطردة في عدد الأجانب تشغل بال المواطنين كباراً وصغاراً ولابد من وضع قوانين و أنظمة تحدد بقاء الأجانب في الدولة حسب فئاتهم ومهامهم و أعمالهم قبل فوات الأوان ، وفي هذا الموضوع كَتَبْتُ مقالين في جريدة البيان قبل سنوات تحت عنوان “ماذا نريد لمستقبل دبي” و “تركيبة اليوم وأجيال المستقبل” كما كَتَب غيري في ذلك ، وهذا من خوفي وحرصي على عروبة وطني الإمارات وهو شعور كل مواطن وكل عربي عامل في الدولة ، لأن النسبة حسب الإحصائيات الرسمية مخيفة جداً. لكن إذا كان الصديق يقصد العرب المقيمين في الدولة فكثير منهم كرمتهم الدولة ومنحتهم جنسية الإمارات تقديراً لجهودهم و دورهم ، وبعضهم يعيش بيننا إخواناً معززين مكرمين بجنسياتهم العربية. أما الرسالة الثالثة فكانت من كاتب عربي يقول : أنا أكتب في إحدى الصحف في الإمارات ولفت نظري أني لا أقرأ إلا نادراً لِكُـتّاب إماراتيين وهم قِلة قليلة ، فلماذا لا تشجع هذه الصحف كُتّاب مواطنين خاصة و أني أعرف مجموعة من الأكاديميين تزخر بهم الإمارات ولابد كذلك من تشجيع خريجي الإعلام على الكتابة حتى يكون للدولة مفكرون وكُـتّاب تَفخر بهم في المستقبل كما يحدث في بعض الدول العربية.
وهناك لابد أن أشير بأني قمت بإجراء إحصائية للكُـتّـاب المواطنين في صُحفنا الصادرة في الدولة لمدة (15) خمسة عشر يوماً فوجدت أنهم أقل من 5% ، مع أن عدد المقالات المنشورة يومياً في الصحف حوالي (20) مقالاً وفي مختلف المجالات ، في حين أن هناك مجموعة من الكُـتّاب من الإمارات يكتبون في صحف خليجية وعربية فلماذا لا تتاح لهم الفرصة للكتابة في صُحفنا للتعبير عن آرائهم والإستفادة من أفكارهم السياسية والإقتصادية و الإجتماعية فهم لا يَقِلـون ثقافة وتأثيراً عن من يكتب في صُحفنا.
علماً بأن الأجانب الذين يكتبون في صُحفنا الصادرة باللغة الإنكليزية أحياناً يسمح لهم بطرح آرائهم المخالفة لتوجهات وسياسات الدولة.
وأخيراً وتعقيباً على ما ذكرت عن دور المجلس الوطني قال لي أحد الأصدقاء وهو كان عضواً في منتصف التسعينات ، بأن للمجلس الحق في مناقشة القوانين والأنظمة الإتحادية التي تصدرها الحكومة ، وقد كان شاهداً على إضافة وتعديل عدد منها ومن ثم رفعها إلى الحكومة التي بدورها كانت تقر بذلك ، إذاً الموضوع في النهاية راجع إلى مدى اهتمام أعضاء المجلس بدورهم. “إماراتي و أفتخـر”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *