الإحتراف ….. مرة أخرى

لأحداث تتسارع وتتلاحق بصورة غريبة في كل الإتجاهات ولا يستطيع الإنسان اللحاق بها ، خاصة إذا أراد التعبير عن رأيه بالكتابة ، لذا الإنتقال من موضوع لآخر صعب جداً وبالذات مع وجود الآليات الحديثة للتواصل بين مختلف الفئآت وفي مختلف الأقطار.
قبل فترة وبتاريخ 2011/09/21 كتبت موضوعاً تحت عنوان “الإحتراف … بعد ثلاث سنوات” بصراحة لم أكن أتوقع عدد الردود التي وصلتني عبر البريد الإلكتروني تعقيباً وتعليقاً والتي كانت حوالي 400 رسالة، أغلبها من داخل الدولة طبعاً لأن الموضوع يتعلق بإحتراف كرة القدم في دولة الإمارات والذي هو حديث الساعة ، جزءٌ كبير من الرسائل كان مؤيداً لما ورد في المقال، وبعضها كان يرى أنه لا داعي أصلاً للإحتراف ، و آخرون كان رأيهم أنه كان على المسؤولين أولاً تهيئة الجو والقاعدة المناسبة ثم البدء في تطبيقه ، وهناك من كتب يقول إن ما يسمى بالإحتراف ماهو إلا ضحك على العقول لكنه لم يمر على الناس بالسهولة التي يتصورها البعض ، لأن الكل أصبح على دراية كافية بالرياضة في الإمارات ، ويدرك أن آخر هذه اللعبة هدر الأموال دون تحقيق شيء يذكر ومشروع كهذا وبهذا الأسلوب نهايته الفشل ، وسوف يأتي يوم ويعترف بذلك أصحاب الفكرة لكن بعد فوات الأوان وصرف الملايين!!!
ومن هذه الاعداد من الرسائل خرجت بنتيجة أكتبها تقديراً مني للأخوة الذين شاركوني الرأي ولو أني أعرف مُسبقاً بأن لا أحد من المسؤولين عن الإحتراف سوف يقرأ حتى يغير الوضع ، لأنهم يتصورون أن ما قاموا ويقومون به وما وصلت إليه الرياضة خاصة كرة القدم في الإمارات خلال الثلاث سنوات الماضية معجزة لم تكن لتحقق إلا بهم وبرؤيتهم و استراتيجيتهم !! ومن يخالفهم الرأي أناس أكل الدهر عليهم وشرب وهم من فئة “Old Look” بلغتهم ، مع ذلك أعبر عن رأيي كما قلت إحتراماً لأشخاص أَكُـنُّ لهم كل التقدير ولا زالوا يتواصلون معي.
إن ما نسميه بالإحتراف في الحقيقة ليس كذلك لأنه مدعوم من الحكومة بشكل أو بآخر حتى لو تم صرف إعانات شخصية من رؤساء النوادي ، وما يسمى بشركة كرة القدم ليس بشركة ، لأنه من غير المعقول أن يقوم شخص أو مجموعة ، بتأسيس شركة يعرفون مسبقاً بأنها خسرانه !!!
لقد حان الوقت للإعتراف بأن الإحتراف بهذا الشكل لم يأتي لنا إلا بالمشاكل وبإنشغال مجالس إدارات الأندية واللاعبين وعدم التركيز على اللعب ، فكثيراً ما سمعنا ونسمع عن مشاكل في هذا النادي أو ذاك مع لاعبيهم خاصة تلك التي ليست لديها الإمكانيات المادية الكبيرة.
فهناك أخطاء إدارية ومبالغة في صرف مبالغ خيالية على اللاعبين الأجانب والمواطنين على حدٍ سواء ، وكذلك سرعة تغيير المدربين ، فالإحصائيات تقول أن حوالي 70 مدرباً مروا في السنوات الثلاث الماضية على أنديتنا ، في الوقت الذي الألعاب الأخرى ليست لها مكانة وحظوة كرة القدم إلا في الحدود الدنيا ، مع ذلك فكرة القدم على المستوى القاري والدولي تتأخر كما تقول النتائج المنشورة رسمياً على موقع الإتحاد الدولي ، ففي ديسمبر 2007 أي قبل إعلان الإحتراف كانت الإمارات على المستوى القاري أي في آسيا في المركز الحادي عشر (11) وعلى مستوى العالم في المركز المئة (100) وتراجعت في ديسمبر عام 2008 إلى المركز الثالث عشر (13) على مستوى آسيا ، وإلى المركز (110) مئة وعشرة على مستوى العالم ، أما الكارثة فكانت في ديسمبر 2011 حيث أصبحت كرة القدم الإماراتية على المستوى الآسيوي في المركز التاسع عشر (19) وعلى المستوى العالمي احتلت المركز المئة والثلاثون (130).
فإذا كان لابد من الإستمرار في الإحتراف ، فإني أقدم إقتراحات متواضعة أحددها كالتالي:
1) يقوم المسؤولون عن الرياضة في الدولة بإعداد قانون لتأسيس جمعيات عمومية تكون مسؤولة عن إدارة الأندية واختيار مجلس الإدارة.
2) تقدم الحكومات في كل إمارة دعماً محدوداً وتترك الأندية وجمعياتها العمومية ومجالس إداراتها تختار الوضع الذي يناسبها سواءً بالإشتراك في دوري المحترفين أو الهواة ، دون تدخل منها إلا في حدود الدعم ووضع نظام للمحاسبة والرقابة.
3) تقليل عدد الأجانب ابتداءً من الموسم القادم بحيث لا يتعدى عددهم اثنان فقط ، لتقليل المصاريف ، والتركيز على لاعبين مميزين وما يتم توفيره يصرف على اللاعبين المواطنين.
4) تعيين أخصائيين في كل منطقة لتعريف الشباب و الأشبال بنظام و أسلوب الإحتراف.
هذه بعض الإقتراحات المتواضعة ويمكن إضافة إقتراحات من قِبـَل لجنة تشكل من هيئة الشباب والرياضة.
فمتى وضعنا سياسة وأهدافاً واضحة لرياضتنا بشكل عام ولكرة القدم بشكل خاص سوف نحقق ما نصبو إليه. وإلا سوف نستمر في الدوران في حلقة مفرغة وتحقيق نتائج متواضعة مع هدر الملايين.
أخيراَ قرأت عن إستقالة الأخ محمد خلفان الرميثي ، أقول له بصدق وصراحة إنك قمت بواجبك ولا أظن أن هناك من يستطيع ملئ مكانك ، مع أني متأكد من أن كثيرين مستعدون لإحتلال هذا الكرسي حباً في المظاهر ، ومن أجل المنفعة الشخصية ولا أعتقد أنه بوضعنا وسياستنا الرياضية الحالية خاصة في مجال كرة القدم يستطيع أي فرد النجاح مهما إدعى.
أتمنى أن نصلح عيوبنا لتحقيق الأفضل لا أن نغيرها بأسوأ.
أرجوا التوفيق لمسيرتنا الرياضية ولكرة القدم بصفة خاصة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *