العيد الوطني الثالث والأربعين

نحتفل هذه الأيام بالعيد الوطني الثالث والأربعين لدولتنا الحبيبة، والحمد لله الأمارات في تقدم وإزدهار عاماً بعد عام، وكل من على أرضها يعيش في أمن وأمان لا يوجد في مكان آخر. اللهم أدم علينا هذه النعمة وإحفظها من الزوال.
ونحن نحتفل بهذا العيد لابد وأن نستعد ليستلم الجيل الثالث من أبناء الوطن الغالي الأمانة التي بدأها الجيل الأول بحلم تجسد في الثاني من ديسمبر عام 1971، هذا الجيل بقيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأخيه المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى. قاد نهضة شاملة غيرت مسار التاريخ في المنطقة، وسخرت كل الإمكانيات لبناء الوطن وخدمة أبنائه وبتخطي الصعاب ومواجهة التحديات، إستطاع الجيل الأول إنشاء دولة قوية يعمل لها ألف حساب، وشملت عجلة البناء والتطوير شتى المجالات لبناء دولة عصرية.
إن الجيل الأول قام بدور جبار إستحق عليه الثناء والتقدير ليس على المستوى المحلي فحسب إنما على المستوى الإقليمي والدولي، حيث لم يكن أحد يتوقع أن هذه الإمارات الصغيرة والغير معروفة، وبعدد سكانها القليل وبأراضيها الصحراوية وندرة المياه فيها، وفوق كل هذا كان هناك من يطمع فيها وفي مصادر دخلها وحاول وضع عراقيل أمام إتحادها وعرقلة ميلادها، استطاعت المرور الى بر الأمان بفضل جرأة هؤلاء القادة وعزيمتهم وبتوفيق من الله وحكمتهم ولت سنوات الحرمان وبدات ملامح الرخاء والرقي تظهر.
وأصبح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أشهر وأكثر قادة العرب عطاءً وحكمة وإستطاع بمواقفه النادرة والنبيلة ورؤيته الثاقبة أن ينال احترام وحب الجميع في الداخل والخارج ودخلت دولة الإمارات عالم الدول المتقدمة بقوة وعزم واصبحت دول وحكومات تعمل لها ألف حساب وهذا لم يكن ليتم لولا الصبر والعطاء وتكاتف جهود الجميع بدأً بإخوانه أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات وجهود مستشارين مخلصين في عملهم وحبهم للوطن وكانت مصلحة الوطن فوق كل إعتبار، وخلال سنوات قليلة حققت الدولة نهضة شاملة وقطعت أشواطاً طويلة في شتى مجالات التقدم والإزدهار وتوسعت عطاءاتها وشملت دولاً عربية وإسلامية وكانت المساعدات تقدم لتلك الدول دون إشارة أو ذكر إلا أن الدول الممنوحة كانت تبادر بإعلان ذلك.
إن الجيل الأول قدم الكثير والكثير في الداخل والخارج ونحن نجني ثمار البناء والرخاء والرقي التي أرسوا دعائمها فهيء للجيل الثاني كل المقومات رحمة الله عليهم.
أما الجيل الثاني فلا شك أنه مستمر على نفس النهج وبنفس الخطى وواكب كل التغييرات على الساحة الإقليمية والدولية وبفضل تلك المقومات والقواعد الثابتة أصبحت دولة الإمارات مثالاً يحتذى به في التقدم وتحقيق نهضة شاملة ومتطورة إجتازت بها مراحل كثيرة في وقت قياسي، ونموذجا فريداً يحاول البعض تقليده.
فنحن ولله الحمد من أحسن الدول في المنطقة إقتصادياً وأمنياً، لكن علينا أن لا نترك الغد للغد بل العمل كما فعل الجيل الأول والتحرك على نفس الخطى ونفكر في الجيل الثالث الذي سوف تكون مهمته أصعب وسط عالم تحيط به تغييرات سريعة من كل جانب، عالم جديد لا نعرف ماذا يخبيء، فمسؤوليته سوف تكون أكبر، لذا يجب وضع تشريعات وقوانين واضحة الملامح تمكنه من مواجهة المستقبل وتكملة المهمة مع ما سوف يتلقاه من علم ومعرفة تواكب عصره.
رحمة الله على الجيل الأول زايد وإخوانه مؤسسو الاتحاد بناة الوطن، فخرنا، الذين حولوا الحلم إلى واقع نعيشه.
بارك الله في الجيل الثاني بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى مكملو المسيرة، وأدام الله علينا نعمة الأمن والإستقرار وإلى مزيد من التقدم والإزدهار.
أملنا في الجيل الثالث لتستمر المسيرة وتبقى إماراتنا الحبيبة رمزاً للعطاء والتميز.
وكل عام وأنتم بخير.
“إماراتي وأفتخر”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *