مصلحة من …….. 2 ؟؟

قبل أسابيع كتبت موضوعاً تحت عنوان (لمصلحة من؟) فبعث لي أحد الأصدقاء رسالة عبر البريد الإلكتروني مع شريطين منقولين عن فضائيتين إحداهما تبث من دولة خليجية . البرنامج الأول إجتماعي ، لذا توقعت أن يكون مقدم البرنامج على إلمام كاف بالأمور الدنيوية و الدينية ، ويعرف كيف يدير حواراً و الأهم موضوعي وغير متحيز ، ففوجئت بشاب من الدولة التي تبث منها القناة ، بدأ برنامجه بالتطاول و الطعن في صحابي جليل له مكانة مرموقة ، في عهده وصل الإسلام إلى أبعد الحدود ، ويكفي أن يذكر له التاريخ فتوحاته وإنتصار المسلمين على أقوى دولتين حينها . فكيف تسمح قناة ببث هذا البرنامج ، بل وكيف تسمح لمقدمه والذي من المفروض أن يكون على علم ودراية كافية بشتى الأمور ، بتشويش المشاهدين و السعي إلى خلق فتنة مذهبية بقصد أو عن جهل ، ثم لو كان متعمداً ويقصد شيئاً معيناً ، فأين المسؤولون عن القناة أو المسؤولون في هذه الدولة ؟؟ ثم أين وزارة الإعلام والأجهزة الرقابية ؟؟ و هل أصبح التطاول على شخصيات صنعت تاريخنا مستباحاً إلى هذا الحد ؟؟
إن مثل هذا التطاول لا يجب أن يمر مرور الكرام ، لأنه يتجاوز حدود حرية الرأي والتعبير ولابد من محاسبة كل من يتجرأ على الإسائة إلى أصحاب رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، يقول أحد الأصدقاء أن هذه المسألة انتشرت مؤخراً في بعض وسائل الإعلام الخليجية ألا وهي التطاول على الصحابة وحتى المقربات من الرسول صلى الله عليه وسلم ، فمن المستفيد من هذه الأفعال التي تدعو إلى التفرقة و الإنقسام ولماذا التقصير من المسؤولين ؟؟ ولماذا يترك لمثل هؤلاء التلاعب بديننا و اللعب على نغمة مذاهبنا و التفرقة بهذا الأسلوب المخجل ؟؟ فهذه الأفعال غريبة عن مجتمعاتنا وليست من شيم المسلم الغيور على دينه مهما اختلفت المذاهب ففي النهاية كلنا مسلمون.
من المستفيد من السب والقذف بين أبناء الجنسية الواحدة والبلد الواحد عبر الفضائيات ؟؟ حيث خرج إلينا ضيف في برنامج آخر بكل وقاحة وتكبر يقلل ويطعن في أبناء وطنه ويتهمهم بالجهل و العنصرية و الإنتماء لعرق اجنبي لمجرد أن مذهبهم مختلف عن مذهبه ، إلى أين سوف تأخذنا هذه الفوضى ؟؟ في الوقت الذي دخل ويدخل مئآت في الغرب إلى ديننا الحنيف لإقتناعهم بعظمته ، لذا ازداد عدد المسلمين في الدول الكبرى التي أصبحت تعطيهم دوراً أكبر في مجتمعاتهم بعد أن كانوا مرفوضين ، و يتسابق فيه العالم لتحقيق إنجازات علمية و معرفية في محاولات لا تتوقف لإكتشاف أسرار الكون وعلاجات لخدمة البشرية دون أن يضيعوا جهودهم ووقتهم في تفاصيل المذاهب .
أما عندنا فمثل هؤلاء يسيؤون إلى الإسلام و إلينا عن علم أو جهل ، وقد يقودوننا إلى فتنة لا تُحمد عقباها و يتقاسم معهم المسؤولية من يعطيهم الفرصة لنشر الأفكار الهدامة .
فإلى متى يسمح لبعض الجهلاء التحكم في الإعلام ، وخلق الإصطدام و الإضطراب المذهبي في بعض الفضائيات ، و تجميل الأوضاع و ملئها بالتفاهات لنيل الرضا في البعض الآخر ؟؟ ألهذا المستوى إنحدر الإعـلام عندنـا ؟؟!!
وأنهي موضوعي من الولايات المتحدة الأمريكية عله يكون درساً وعبرة للساعين إلى خلق الفرقة و الفتنة و إلى من يساعد على نشرهما و إلى من يدعمهما .
إن المرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية ميت رومني (Mit Romney) ينتمي إلى ديانة إسمها (MOR MON) (مورمون) أسسها جون سميث في القرن التاسع عشر غرب الولايات المتحدة وهي منبثقة من الديانة المسيحية تتشارك معها في أشياء و تختلف في أكثرها ، وقد يصبح رئيساً للولايات المتحدة ، و المعروف أن غالبية الشعب الأمريكي ينتمون إلى مذهبي الكاثوليك و البروتستانت ، مع ذلك لم تكن ديانته عائقا على ترشحه ، أما نحن فنختلف على صغائر الأمور و نستنزف طاقاتنا في الطعن في مذاهب بعضنا البعض لكي يذهب الجميع إلى الهاوية ونقضي على ديننا الإسلامي بكل مذاهبه ،
فأين العلمـاء و العقـلاء من هذا ؟؟
إن السكوت على ما يحصل جريمة وقد يأتي يوم نتأسف ونتحسر فيه على عدم إصلاح الأمور قبل أن تتفاقم ونعيش في ظلمة الفتنة والإنقسام ، و العالم حولنا يتقدم بخطى سريعة إلى الفضاء الخارجي و المريخ و إختراعات تفوق الخيال ونحن نهدر وقتنا في هذا شيعي و هذا سني مع أننا من وطن واحد فإلى متى ؟؟
بارك الله في وطن يجمعنا ،
وأبعد عنا شر فتنِ تفرقنا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *