الإحتراف …. بعد ثلاث سنوات

فليعذرني كل من يقــــرأ المواضيع التى أكتبها ، فأنا لم أدعي يوماً بأننى كاتب متخصص ، بل هو مجرد تعبير عن ما يجيش في داخلي تجاه قضايا معينة في وطنى الحبيب دولة الامــارات العربية المتحدة ، وتجاه أحداث في وطنى العربي الكبير ، فكلما تأثرت بمــوضوع أو موقف معين أترك للقلم العنان ليعبر عن ذلك دون تكلف أو قصد .
بدأت بهذه المقدمة لأن ما أكتبه اليوم قد لايهم الكثيرين لكنه قد يعبر عن رأي فئة معينة تهتم بهذا المجال ، لأنه يتعلق بالرياضة ومحبي كرة القدم بالذات فى دولة الامارات العربية المتحدة . فأنا من عشاق الرياضة وممارسيها وأتابع كرة القدم بصـفة خاصـة . بدأت الرياضة فى حياتى منذ الطفـولة واستمرت في الشباب وشاركت فيها إدارياً في مجالات ومراحل متعددة في الأندية والإتحادات واللجنة الأولمبية محليا وإقليمياً وعربياً واسيوياً فهى تشدني بين حين وأخر لأكتب وأبدى رأيي فى قضاياها ، فمهما ابتعدت عنها فأنا منها واليها. لأن همومها ومشـاكلها تفرض نفسها علي . فاليوم أكتب عن كرة القدم بعد دخول على ما يسميه البعض ” دورى المحترفين” عامه الرابع ، وماله وما عليه وماذا حصدنا منه مقارنة بما كنا نسميه دورى الهواة .
بدأ ” دورى المحترفين ” مع بداية عام 2008 وكان رأيي حينها عدم الاستعجال والتأنى في تطبيق الاحتراف وهذا الرأي منشور في وسائل الأعلام . إن أهم ما يلفت النظر خلال هذه السنوات الثلاث في الرياضة الاحترافية هو إنتشار ثقافة البهرجة والتلميع عبر الظهور الاعلامي دون عمل فعلي مع أن الظهور الاعلامي حق مشروع لكل من يعمل في أي مجال ، لطـرح رؤي ومناقشة قضايا أو تقديم حل لعلاج مشكلة ما ، لكنه في مجال الرياضة أصبـح أكثر من اللازم وأغلبه للبهرجة والتلميع .وإلاّ ماذا حصـدنا محلياً أو خليجياً أو أسيوياً على مستوى الأندية والمنتخبات يستحق كل هذا الظهور الإعلامي ؟؟ لاشيء ثم لاشيء ثم لاشيء !!! إداريو الاندية ومسؤولو الرياضة يقرون بهذا ، مع ذلك لازلنا مصرين على صرف المليارات على كرة القدم وعلى الظهور الأعلامي . فإلى متى نستمر ونظل هكذا ندور في حلقة مفرغة ومن المسؤول ؟؟
إن ما صرف على كرة القدم خلال هذه السنوات الثلاث يساوى ما صرف عليها خلال الثلاثين سنة الماضية . وهذه الأرقام تقريبية ولا بأس من مناقشة ذلك ، حيث تقول الأرقام أن ما صرف على كرة القدم من عمر دوري المحترفين بشكل مباشر أو غير مباشر مابين 2.0و2.5 مليار درهم تقريباً،والنتائج كما هو واضح
من مشاركة أنديتنا في البطولة الآسيوية ومنتخبنا على مستوى بطولة الخليج في مسقط والتي كنا فيها في مؤخرة الفرق الخليجية ، لم تحقق شيئاً يذكر . أما الإنجاز التي تحقق فى كأس الخليج في أبو ظبي عام 2007 فكان من بقايا دورى الهواة . فمن المسؤول ياترى ، وماذا حقق لنا الإحتراف إلى الآن ؟؟ لانريد تكرار ما قيل ويقال بأن الاتحاد الآسيوي هو الذي فرض علينا الإحتراف لأن هذا الكلام غير منطقى ، فنحن كنا ومازلنا أحرار في قبول أو رفض الأحتراف . يتضـح أن المسؤول في الدرجة الأولى هو هيئة الشباب والرياضة التي من المفروض أنها ترسم سياسة الرياضة في الدولة ، لكن مع الأسف هي بعيدة عن ذلك ، ولا دور لها ايجابياً أو حتى سلبياً لم نرى منها شيئاً إلا صوراً فى وسائل الأعـلام وتكرار كلمة اسـتراتيجيات الهيئة التي لا أحد يدري متى تنفذ ثم المجالس الرياضية التى يتضح لمن يتابع أن أحدها يؤمر فيطيع والثانى للبهرجة الإعلامية والثالث لاحول له ولا قوة ، وبهذه المناسبة هل سمعتم أن لبريطانيا أو إسـبانيـا أو ألمانيـا هذه الدول المؤسـسة للرياضة والتي يصل عدد سكانها الى عشرات الملايين ورياضيوها بالألوف ، لديها مجالس رياضية في مدنها أو حتى أقاليمها ؟!! إن هذه المجالس الرياضية ظهرت عندنا لتشـتيت هدف الرياضة . ومن أجل المنافسة الإدارية وصرف الملايين على الهامش ، أما الإعلام الرياضى فهو يتحمل جزأ من الصرف والبذخ من ميزانية الدولة للتلميع وقد يكون هذا هو المطلوب منه أو المفروض عليه !!!
هل هكذا يتحقق الإحتراف عندنا ؟؟ وماذا ينقصنا لتطبيقة فعلاً بدل أن يبقى حبراً على ورق ؟؟ الى الآن جميع المسؤولين يقولون لا لم يتحقق شيءً من الاحتراف،حتى أن بعض من كانوا وراء المطالبة به يقولون خجلاً أنه لاوجود للإحتراف عندنا . مع ذلك لازال صرف المليارات مستمر وسوف يرتفع أكثر مع إضافة لاعب أجنبي أخر ليصبح عدد الأجانب أربعة كما ورد في وسائل الآعلام.
في النهاية لم أذكر دور إتحاد كرة القدم وهو المسؤول عن اللعبة .لأن الموضوع واضح خاصة مع خروج الدكتور طارق الطاير بتصريحاته النارية !!!
نتمنى أن نصل الى مرحلة يمارس فيها شبابنا الرياضة في مختلف الألعاب ويتخرج من أنديتنا رياضيون من مختلف المجالات خاصة كرة القدم ، وتعتمد رياضتنا على ثقافة الابداع والتجديد ليمثل شبابنا منتخب الامارات إقليمياً وعربياً وقارياً ودوليـاً .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *