تعلمت من الحياة….

تعلمت من الحياة أشياء كثيرة… وأعطيتها بقدر الإمكان وأعطتني حب العمل والمثابرة والتفوق على النفس، وقبل كل شيء أعطتني الإرادة التي حققت بها ما لم أكن أستطع تحقيقه دونها.
فبالإرادة يعيش الإنسان ليتعلم، وينتج ويتفوق ويتقدم، ويتأثر ويؤثر…
ومن خلال ما أطلعت عليه في قراءاتي واسفاري… أدركت أن أغلب العلماء والمفكرين الذين وضعوا اللبنة الأساسية للعلم والمعرفة، لم يكونوا ملمين بها بقدر ما كانت ارادتهم قوية وطموحاتهم وتطلعاتهم لا حدود لها، وبإصرارهم تفوقوا على أنفسهم وعلى الآخرين ونجحوا في تحقيق قواعد ثابتة للعلم والمعرفة واجتهاداتهم وسعيهم إلى النجاح هما اللذان أوصلونا إلى ما نحن عليه.
تعلمت أنه مهما قرأت فلازلت متعطشاً للعلم والمعرفة ولازلت لم تقرأ إلا أسطراً بسيطة ولم تتعلم إلا القليل ، كما تعلمت أنه كلما قرأت أكثر كلما زاد شغفك بالقرائة وإيمانك بالقرائة مرتبط بإيمانك بآرائك وإلتزاماتك وهذا كنز لا تضاهيه ثروة.
تعلمت من الحياة أن العلم والمعرفة ليسوا حكراً على أحد ولم ولن يتوقفوا عند حد معين.
تعلمت أن لا شيء مستحيل لتحقيق ما تريده أو تسعى إليه وكل ذلك يعتمد على إرادتك وطموحك وكل تجربة تمر عليك جيدة أو سيئة تنقلك إلى الأفضل ، ولن تحقق ذلك إلا بقدراتك الذاتية وعطائك وثقتك بنفسك وهذا أول الطريق، مع عدم الإلتفات إلى المغرضين والمتشائمين ومن ينظرون إليك بغيرة أو بإختصار أعداء النجاح. تعلمت أن لا ننسى فضل الآخرين خاصة من هم أكبر سناً لأنهم أكثر تجربة وعلماً وفهماً للحياة، تعلمت الإيمان بالمقولة المعروفة (لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس).
تعلمت أن المال مهم وضروري لك ولأولادك من بعدك ، لكن عملك هو الذي سيبقى لك، فهناك أفراد كان آباؤهم أغنياء وأصبح أولادهم لا يملكون إلا الفتات. وكثيرون تركوا أعمالهم الخيرة لتستفيد منها الأجيال… ولا زالت ذكراهم باقية بها ومن خلالها فصاحب الثروة عندما يذهب، يذهب ماله معه، وصاحب العلم والأعمال الخيرة يترك ذلك لينتفع به الآخرون، والتاريخ مليء بأفراد كانوا يمتلكون القوة والجاه والثروة وكانوا يعتبرون أنفسهم آلهة فوق الأرض، نذكر منهم من التاريخ القديم فرعون والنمرود أما من التاريخ الحديث فحدث ولا حرج، فالجبروت والغطرسة وكل أعمال الشر كذلك تتحدث دائماً عن أصحابها ولا يذكرهم الناس إلا بها، حتى الذين صنعوهم وكانوا أول المطبلين لهم والمشجعين لتجاوزاتهم والساكتين عن أخطائهم، بين ليلة وضحاها يصبحون أول الطاعنين فيهم والمتنصلين من أعمالهم. تعلمت أن عليك أن لا تتعجب.. ألد الأعداء قد يصبحون حلفاء، والإخوة قد يصبحون أعداء، وأصحاب المصالح معك ما دمت تقضي مصالحهم…
تعلمت أن الأصدقاء دائما معك حتى ولو كانوا بعيدين عنك… وأن الشرفاء لازالوا يعيشون بيننا حتى لو كانوا قلة، وأن الأوفياء حتى لو كانوا نادرين فستظل تشعر بوجودهم في حياتك، وتعلمت أن الذكرى العطرة وعمل الخير (كالكلمة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء).
تعلمت أنه على قدر عطائك يجب أن تكون طلباتك.
تعلمت أن السعادة مطلب لكن القناعة مكسب…
تعلمت أن لا شيء ثابت ودائم، ولا شيء مضمون ومستمر إلا الرضى بالقضاء والقدر، وتعلمت أن كل عمل تعمله لخدمة الآخرين مهم مهما استصغرته.
تعلمت أن السكوت من ذهب لكن التجاهل حكمة.
وتعلمت وتعلمت، لكني مازلت لم أتعلم شيئاً بعد، ولازلت تلميذاً في مدرسة الحياة مادمت حياً…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *