القارات ……… بين الحاضر والماضي

العالم يتكون من عدة قارات ، تعيش عليها شعـوب مختلفة الألوان والأعراق ، تتحدث بعدة لغات ، تتكون هذه القـارات من آسـيا، أفريقيا، أوروبا، والأمريكيتين الشمالية والجنوبية، وأستراليا، والثلاث قارات الأخيرة اكتشفها الأوربيون ويتحدث سكانها بلغتهم الإنكليزية والأسبانية، والبرتغالية والفرنسية ، فأين وصلت هذه القارات في مجال التقدم الحضاري وإنتاجية شعوبها ، وما الفرق بينها في عصرنا الحالي ؟؟؟ إن أكثر القارات حضارة عبر التاريخ هي آسيا وأكثرها رقياً في الوقت الحاضر هي أوروبا وأمريكا الشمالية وأكثرها تأخراً هي أفريقيا، وحالياً تقدمت إلى الوسـط آسيا ، وأمريكا الجنوبية بخطى ثابتة والسبب يرجع إلى تقدم بعض دولها مثل الصين والهند وماليزيا في آسيا والبرازيل والأرجنتين في أمريكا الجنوبية ، فلماذا تقدمت قارات وتأخرت أخرى كأفريقيا التي لم تتحرك مع إنها منبع الحضارة والمعرفة وخير مثال أهرامات مصر والتقدم العلمي عند الفراعنة ، خاصة التحنيط الذي حيرالعلماء كما أن لديها إمكانيات هائلة وثـروات طبيعية كبيرة وطاقتها البشرية إنتشرت في أوروبا وأمريكا ونجحت في مجالات مختلفة كالفن والرياضة والسياسة وهم متفوقون على ذوي الأصول الأوربية منهم :مارتن لوثركنج، محمد علي كلاي، بيليه، وكريم عبد الجبار، وغيرهم كثير، وآخرهم أوباما الرئيس الأمريكي الحالي وعدد من المشاهير الذين حققوا لموطنهم الجديد مكانة مرموقة.
أما قارة آسيا فهي مهـد حضارة الكون والبشرية، فالأنبياء والرسـل بعثوا على أرضها و ولدوا و ترعرعوا فيها ، فإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم إنطلقت رسالتهم من قلب آسيا ، وبيت الله الحرام أسس في مكة ، وقبلة العالم الثانية في القدس ، فالديانات السماوية إنتقلت من آسيا إلى العالم، كما يشهد لهـا التاريـخ فى مجال التقـدم الحضاري أكثر من أية قارة ، بها سور الصين العظيم وتاج محل الهند ، والهندسة المعمارية العريقة بمدن إيران والعراق وسوريا في زمن كان العالم يتسابق فيه في هذه المجالات ، كما برز فيها علماء في الطب والعلم والفلك و وضعوا اللبنة الأساسية لإنجازات هذا العصر. أما سبب تقدم دول قارة أوروبا وأمريكا الشمالية في الوقت الحالي وتأخر دول باقي القارات فيعود لأسباب واضحة وهي اعتماد الأولى على رأي الأغلبية مع حفظ الأقلية لحقوقها واحترام حرية الفكر والرأي وهذا كان كفيـلا ً بدفع هذه الدول إلى المقدمة، أما سبب تأخر الباقي فيعود إلى السيطرة من قبل فئة قليلة وإلى ممارسة الظلم والطغيان.
أوروبا تقدمت لأن شعوبها ناضلت من أجل حق التصويت وحرية اختيار الرئيس والحكومة المناسبة وهذا ما تنعم به حالياً. أما في آسيا فلنأخذ مثالاً على التقدم اليابان وما وصلت إليه من منافسة الكبار وقيادة الثورة التكنولوجية في العالم بعد التخلص من عبادة الفرد ، ثم الهند وكيف وأين وصلت حتى أن أمريكا وأوروبا تتوددان لها وتتـابعان بحرص تقدمها سنة بعد أخرى مقارنة بباكستان وبنجلادش اللتان كانتا في الأصل جزأ من بعضهما البعض مع الهند ولديهما نفس الإمكانيات تقريباً ، ثم ماليزيا مقارنة بأندونيسيا مع أن الأخيرة هي الأغنى ، فماليزيا تفوقت على دول إسلامية كثيرة، تفوقها إمكانيات لأنها تمسكت بالديمقراطية والحرية، ورأي الشعب فوق رأي الجميع حتى سلاطينها ، فيما بقيت بعض الدول في القارة يتحكم حكامها في الشعوب وكأنها قطعان غنم. أما أفريقيا فبقيت غارقة في التخلف والفسـاد ما عدا جنوب أفريقيا التي لم يرضى شعبها بالظلم والإستبداد فانتـزع الحرية ومارسها وبناءً عليه إستطاعت أن تتقدم. إذاً التأخـر والتخلف لم يكـونا بـسبب مشكلة في العقـول ، وإنما بسـبب الإتـكالية والسكوت على ظلم الحكام وفسـاد الحكومات. فهل إسـتفاقت أخيراً الشعوب العربية لتنادي بربيـع عربي وتلحق بمن سبقوها ؟؟
وهل حان الوقت فعـلاً للتقـدم والإزدهـار ؟؟
وهل سـينتقل الربيـع العربـي إلى باقي الدول التي تعـاني ؟؟
مثل فرنـسي يقـول : الشــعوب تسـتحق حكامها
والعـرب يقولــون : كما تكـــونوا يــولى عليكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *