آمال وتوقعات من الربيع العربي

ماذا يمكن أن تحقق ثورات الربيع العربي ؟؟ تقول دراسات حول الشعوب أنه منذ بداية التاريخ والشعوب العربية ليست أقل قدرة وذكاءً من الشعوب الغربية، بل يؤكد بعض الخبراء الأوربيين أن النسبة مرتفعة عند الشعوب العربية أكثر من الشعوب الأوروبية لو أعطيت لهم الفرصة، فتاريخ العرب وآثارهم العلمية والمعرفية دليل على ذلك ، ولازال الأوربيون يستفيدون منها في مجالات مختلفة، وما سبب تخلف العرب إلا تفككهم وسيطرة الدول الإستعمارية في القرنين الماضيين التي رغم إنسحابها تركت ورائها حكومات كارتونية تحكم بأمرها وتديرها كما تشاء حسب مصلحتها وبعد فترة بدأت الشعوب تعي الأمر ولإسكاتها شجعت الحكومات الغربية الإنقلابات العسكرية، ولم يختلف الأمر كثيراً فبعض من أتى إلى الحكم لم يحكم إلا بموافقة الدول الغربية مع أن الشعارات كانت تقول غير ذلك.
أما في الوقت الحاضر فأعتقد والكثيرون غيري وكما يقول بعض المفكرين الغربيين بأن الثورات الحالية، أو بما يسمى الربيع العربي، قد تغير مستقبل الدول العربية، وقد تتأثر بذلك بقية دول آسيا و أفريقيا، وقد نشاهد دولاً أوروبية تتودد إلى هذه الدول وإلى حكوماتها القادمة بعد أن كانت تأمرها وتديرها عن بعد، وقد يصبح العالم العربي الذي كانوا يستهينون بقدراته أكثر اختلافاً مما يتوقعونه. ولنأخذ مثلاً تركيا، التي عانت طويلاً سياسة الإنقسام العلماني الإسلامي وادعت لسنوات العلمانية أو الإستغراب للتقرب من أوروبا، وكانت تحكمها أحزاب فاسدة تدار بواسطة الجيش. وحالياً بفضل إيمان وتشبث الحزب الحاكم بالثوابت وتحقيقه للتكافئ الإسلامي العلماني، وبفضل نجاحاته السياسية والإقتصادية و وعي الشعب التركي الذي يعيش اليوم رقياً إجتماعياً وإستقراراً سياسيا و إقتصادياً أصبحت تركيا تتقدم سريعاً وبخطى ثابتة نحو مستقبل بارز و قوي ومؤثر، و إذا استمرت على نفس الوتيرة، دون تدخل أو صدام عسكري من الداخل، فإن الخارج مهما كانت قوته لا يستطيع إلا أن يحترمها ويعمل لها ألف حساب خاصة وأن إرتفاع معدلات النمو الإقتصادي التركي جعلتها أقوى بكثير من الدول الأوروبية.
كل هذا يعني بأن الدول العربية لو اهتمت بوضعها الإقتصادي وفسحت المجال لعلمائها المقيمين في الخارج بوضع إمكانياتهم العلمية لخدمة دولهم وإعداد مشاريع إقتصادية لإنتشال المواطنين العاطلين عن العمل خاصة الخريجين منهم لاستطاعت تحقيق الرخاء لمختلف فئات المجتمع، يقول أحد الخبراء الإقتصاديين أن عدداً من الدول العربية تستثمر في أوروبا و أمريكا بالمليارات كشراء أسلحة قد لا تستخدمها أبداً وهي بذلك تقدم دعماً غير مباشر لتلك الدول بدل أن تستثمر أموالها في بناء مراكز علمية لمصلحتها ولفائدة شعوبها، ولو صرفت بعض هذه المليارات لبناء مركز علمي أو لتنفيذ مشروع اقتصادي داخل دولها لاستفادت أكثر لتنمية شعوبها ورفع مكانتها، وحققت إنجازاً إقتصادياً. فلنأخذ مثلاً الدول البترولية، تبيع بترول خام لتستورد مشتقاته ولو قامت بإنشاء معامل ومصانع لمشتقات البترول لاستفادت أكثر و لأرتفع إقتصادها لينافس اقتصاد الدول الأوروبية التي تتفاخر بقوته مع أن اعتمادها الأكثر هو على مصادر دول أخرى وأفكار علماء جلهم من الخارج والذين في ظل أزمة أوروبا و أمريكا حالياً، مستعدون للخروج منها إلى جهة تتبنى أفكارهم و آرائهم، وقد تخرج من بين هذه الثورات دولة تحكم المستقبل بأسلوب وقدرات تحقق طموحات شعبها وكل الشعوب، كمصر مثلاً التي لديها إمكانيات بشرية متعلمة وعلماء و أساتذة تصدرهم إلى الخارج ولو توفرت لديهم الإمكانيات وقيادة رشيدة وبتعاون شقيقاتها الدول العربية الغنية يستطيعون خلق المعجزات. هل هذا حلم؟؟ لا أعتقد فبالعلم والإيمان والعمل يستطيع الجيل الحالي جعله حقيقة.
ها هي أمريكا كانت دولة غير معروفة قبل 200 سنة و أصبحت أكبر و أقوى دولة في العالم حتى الآن. ومن يدري من سيكون في المقدمة غداً ؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *