ماذا بعد (2) “هل للعرب دور في هذا العصر؟؟”

رداً وتعليقاً على الرسائل التي وصلتني بعد آخر موضوع كتبته تحت عنوان “ماذا بعد” وأغلبها تتسائل عن دور العرب والبعض عاتبني عن عدم ذكر دورٍ للعرب… فكما كتبت سابقاً لا أحد ينكر أن العرب والمسلمين كانوا سباقين في العلم والمعرفة في الوقت الذي كانت فيه أوربا تعيش في عصر الظلمات، وشعوبها تأكل بعضها البعض، ولازال العالم يعترف بأن العرب والمسلمين بعلمائهم كان لهم دور أساسي في ما وصلت إليه البشرية من تقدم علمي ومعرفي.
إلى أن جاء عصر تفتيتنا إلى دويلات وإستغلت الدول الغربية ذلك وأرسلت جيوشها لإستعمار هذه الدول والسيطرة على مصادر دخلها وإستغلال ثرواتها سنوات طويلة، إلى أن أجبرت على الرحيل ومنح الاستقلال لهذه الدول.
وإستمرت الشعوب العربية والإسلامية في سباتها العميق بعد أن تحكم فيها مجموعة من المستفيدين والمفسدين، الذين لعبوا في هذه الثروات وإستغلوها لأغراض شخصية، وكأن قدر الشعوب أن تبقى مغلوبة على أمرها ولا تتحرر أبداً،، ولم يبقى للعرب والمسلمين إلا ألسنتهم للتغني بإنجازات ولَّت، أو الإدعاء بأنهم مسيطرون على العالم، وبأن كل تقدم على وجه الأرض من إختراعهم أو يصنعه الآخرون من أجلهم!!!
• إنجازاتنا ومصادر ثرواتنا يصنعها ويكتشفها الآخرون، ونتباهى بأننا نمتلك أهم أدوات التقدم والتطور في العالم وهم بحاجة إلينا، وننسى أنهم أصحاب الإكتشاف ولولاهم لما إستطعنا الإستفادة من ثرواتنا المخزونة في باطن الأرض.
• مئات من الفضائيات العربية والاسلامية تبث آلاف الدعايات لمنتجات مختلفة لكنها لا تتضمن أي منتج عربي أو إسلامي، وإقتصر إنتاجنا مؤخراً على التطرف وقتل الأبرياء وبعضنا البعض باسم الإسلام والدين.
• تريليونات تمتلكها دول عربية وإسلامية مخزونة في دول تستفيد منها وتستغلها لتتقدم وتنجز، ولم تبادر ولا دولة عربية أو إسلامية بسحب ولو جزء من هذه الثروات وإستغلالها في البحث العلمي، أو صناعة أدوية، أو السبق بإكتشاف يخدم شعوبها قبل البشرية، لكنها تترك هذا المال بيد دول لتسيطر علينا وتهزمنا ونبقى تحت رحمتها.
• بالرغم مما لدينا من إمكانيات بشرية ومادية، وتاريخ مليء بالإنجازات، وقواعد ثابتة من العلم والمعرفة إلا أننا كما هو ثابت من أقل الدول خدمة للعلم والمعرفة.
• علمائنا وقدراتنا البشرية وجدوا فرصهم في الخارج، أو لجأوا إليه لصقل مواهبهم، فكثير من علماء الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة من العرب والمسلمين.
• كنا نتفاخر بلغتنا العربية ونردد أنها لغة أهل الجنة، فأصبح أولادنا يتفاخرون بثقافتهم الأجنبية ويتحدثون بلغات مختلفة أكثر مما يتحدثون بلغتهم الأم. وقد يأتي يوم وتستغني بعض الدول العربية عن لغتها وتستبدلها بلغة أخرى!!!
• كنا نسمى أمة إقرأ ونسبة الأمية عندنا وصلت إلى حوالي 100 مليون من أصل 380 مليون!!!
• نتقاتل وندعي أن الآخرين هم السبب لزرع الفتنة فيما بيننا، وعندما يختلف أبناء البلد الواحد على كرسي الحكم، يتهم بعضهم البعض بأنهم عملاء لدولة أجنبية تدعمهم!!!
• كنا نسمي إسرائيل دويلة قبل سنوات وكنا نريد القضاء عليها وهي تريد كسب ودنا…
هذه الأيام إسرائيل تسعى بشتى الوسائل لتدميرنا ونحن نريد كسب ودها!!!
• منذ أكثر من نصف قرن ونحن نبكي على اللاجئين الفلسطينيين وها نحن ننسى، ونتحسر على اللاجئين السوريين!!!
• كنا نقول سوف نحرر القدس الغربية فأصبحنا نبكي على الشرقية!!!
• ندعي بأننا حررنا أراضينا الشاسعة من العدو ونحن لا نملك حتى حرية التصرف داخلها!!!
• كنا أقوى أمة أنتشر فيها العدل والمساواة وحقوق الإنسان، ففتحت الأندلس، وإجتهد الرازي، وبرع ابن سينا، وأبدع ابن خلدون، وغيرهم الكثير ممن وقف لهم الغرب إحتراماً وتقديراً.
• وأصبحنا دولاً… يتقاتل فيها أبناء الوطن الواحد أو يتآمرون على بعض. فوقف الغرب يتفرج علينا ويستهزيء بنا!!!
• أصبح شعارنا سوف، وسوف، وسوف… وياما سمعنا وسوف نسمع!!!
أبعد كل هذا هناك ما يقال عن العرب ودورهم في هذا العصر؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *