إكسبو من ميلان إلى دبي

منذ فترة زرت إيطاليا قاصداً مدينة ميلان لزيارة معرض إكسبو 2015.
ميلان في رأيي ليست أجمل المدن الإيطالية، لكن إقامة معرض إكسبو على أرضها، نقلها إلى أنشط المدن السياحية في إيطاليا إن لم تكن في أوربا، فمن زار ميلان في تلك الفترة رأى حركة الطيران ونسبة إشغال الفنادق بكل فئاتها، ففوائد ومكاسب المعرض للدولة المضيفة كما هو معروف لا حصر لها سواءً كانت إقتصادية بالدرجة الأولى أو ثقافية أو دبلوماسية.
زرت معرض إكسبو 2015 قاصداً جناح الإمارات وفي نفس الوقت للتعرف عن قرب عن فعاليات ونشاطات معارض دول أخرى للتثقيف والإستفادة وللوقوف كذلك على ما وصل إليه العالم الذي يصنع وينتج، والآخر الذي يشتري ويستهلك.
وعلى كلٍ فمعرض إكسبو بمساحته الشاسعة يحتاج إلى أيام لزيارة أغلب أجنحته لذا توقفت عند معارض بعض الدول التي جذبتني بتصاميمها الإبتكارية، المستقبلية كألمانيا، أو بتصاميم تراثية تفوح منها رائحة الأصالة كعمان والمغرب والأردن… لكني قضيت معظم وقتي في معرض الإمارات، وطني وموطني، وبلا مبالغة وبكل فخر أقول أن بنات وأبناء الإمارات كل من موقعه بذلوا جهداً خيالياً لإبراز الصورة الحضارية لدولة الإمارات بإعتبارها جسر الحداثة والمعاصرة الذي يعزز سبل التواصل بين مختلف دول العالم. فكانوا يشتغلون كخلية نحل لتسهيل الدخول وبذل جهد لتقليل وقت إنتظار طوابير الزائرين، أما داخل المعرض فكان تقديم المعلومات وشرح المعروضات إنسيابياً وسلساً. وفي رأيي، هذا بداية الإنجاز الذي سوف يجعل جميع الأنظار تتجه إلى الإمارات قبل 2020 وكما عودتنا دائماً بلادنا الحبيبة فهي تقدم في كل مناسبة ما يفوق التوقعات، والأهم كان حسن الإستقبال وكرم الضيافة الذي قام به الشباب وليس بغريب على دولتنا وكذلك الفيلم المعروض عن تاريخ الإمارات والذي يتحدث عن الماضي وكيف عاش الأجداد والآباء إلى أن نصل إلى الواقع المتميز الذي نعيشه ثم الرؤية المستقبلية للأجيال القادمة، وبالرغم من قصر مدة الفيلم حيث لا يتعدى دقائق إلا أنه أظهر براعة وإبداع المخرج والمصورين والممثلين. فالفيلم أبهرني وأنا إبن الإمارات فما بالكم بالزائر الأجنبي الذي غالباً ما ينقسم إلى مجموعتين، مجموعة تزور المعرض للتعرف عن بلد تجهل كل شيء عنه ومثل هذا الفيلم يقدم لها النموذج الحقيقي للبلد. ومجموعة أخرى تعرف البلد وسمعت عنه لكنها لا تعرف تاريخه وتفاصيله لتحفيزها لزيارته لذلك لكلتا المجموعتين الفيلم حقق الهدف المرجو منه، فشكراً لأبناء وبنات الإمارات كنتم على قدر المسؤولية وعلى قدر الإلتزام، فأنتم بناة المستقبل، والفضل كل الفضل للدولة قيادة وحكومة التي سخرت كل الأمكانيات للشباب للدخول إلى العالم بقوة بالعلم والمعرفة وشجعتهم على تعزيز دورهم وموقعهم في البناء والتنمية والتفاني في أداء الواجب، وتقديم صورة مشرفة في كل المحافل بدأً بالإعتزاز القومي باللباس الوطني الذي كان يميز أبناء الإمارات في إكسبو والذي كان غائبا في بعض الدول، مروراً بتقدير الجيل الماضي الذي استطاع مواجهة التحديات الصعبة بالإحتفاء به في إكسبو بإحياء التراث والتركيز عليه، وصولاً إلى حسن الضيافة داخل جناح الإمارات وتقديم الوجه الحضاري للدولة بعيون عربية.
أتمنى لدولتنا مزيداً من التقدم والإزدهار، ولشبابنا النجاح في قيامه بأعبائه ومسؤولياته على أكمل وجه في إكسبو دبي 2020.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *