لندن والمدن النشطة إلى أين؟؟

بدأ العد العكسي لإستعداد لندن لألمبياد 2012 الذي سوف يقام من 27 يوليو لغاية 12 أغسطس، ورصدت له السلطات البريطانية ميزانية قدرت بحوالي عشرة بليون جنيه إسترليني لإستضافة هذا الحدث العالمي ولإنشاء وتصليح المنشئآت والملاعب الرياضية، وكذلك البنية التحتية للمدينة مثل ، تصليح وإضافة مسارات في الشوارع لتسهيل حركة السير والمرور ، لذا علينا أن ننتظر العام القادم لنرى إذا كانت هذه التصليحات سوف تسهل فعلاً حركة السير و المرور ، لأن لندن هذا العام لم تكن لندن التي نعرفها ، فالإزدحام المروري هو الأسوأ الذي شهدته ، وفي رأيي هذا لا علاقة له بالتصليحات والتعديلات الجارية على الطرقات ، حيث تقول الإحصائيات أن عدد المركبات في المملكة المتحدة وصل إلى 33 مليون مركبة منها حوالي 26 مليون سيارة ركاب ، وفي لندن وحدها حوالي 11 مليون وبها حوالي 3 مليون موقف سيارات.
ألتقيـت هناك خبيراً متقاعداً في مجال السير والمرور أعرفه منذ فترة سألتـه ، كيف ترى لندن بعد عشر سنـوات ، هل سوف تجتاز هذا الوضع الذي نشاهده اليوم أم ستواجه خطراً أكبـر؟؟ رد : قل كيف ستكون حركة السير في لندن بعد خمس سنوات وليس عشر؟؟ فخلال اجتماعات ومؤتمرات سابقة ، عرضنا ودرسنا المشاكل المتعلقة بهذه الأزمة في لندن وكل المدن البريطانية وكذلك وضع المدن النشطة في أوروبا وأمريكا وبعض المدن الأسيوية ، ولندن ومدن مثلها كما تعلم قديمة وليس هناك مجال لتوسعة شوارعها، وعدد السكان والزائرين لها والقادمين للعمل فيها في ازدياد مستمر ، ومنذ ذلك الحين لم نحقق تقدماً يذكر ، ولا زالت هذه المشكلة تثير الجدل في كل العالم ، وتقلق الخبراء والمسؤولين عن المدن ، ولك أن تتصور عدد السيارات بعد خمس سنوات الذي قد يصل إلى الضعفين أو أكثر ، كيف إذاً ستصبح الحركة في هذه الشوارع العتيقة التي قد تضيق بهذا العدد أكثر فأكثر ؟؟ وكيف سيصبح تعامل وتفاعل الناس مع ذلك؟؟ وما ينطبق على لندن ينطبق على مدن نشطه مثلها ، ومع كل الجهد الذي يبذله الخبراء والمختصون لا زالت المشكلة مستعصية وعليهم إعادة النظر في قوانينهم أو طرح أفكار وتصورات لا تخطر على بال!! لأن الأزمة تتجه إلى الأسوأ وقد تكون على وشك الإنفجار رغم إعتياد أغلب الناس على التعايش معها فعدد المركبات في العالم وصل حتى الآن إلى حوالي 1.5 بليون ، منها حوالي 800 مليون سيارة ركاب ، والعلماء حالياً إتجهوا إلى ابتكار أفكار جديدة للفضاء الخارجي و رفع مستوى حركة الطائرات العابرة للقارات ، لكنهم قد يخلقون مشكلة في السماء ما داموا لم يحققوا أي تقدم لتطوير أو الحد من الإزدحام على الأرض. والسؤال المطروح على المدى القريب هو: كيف ستكون حالة لندن عام 2012 خلال الألمبياد؟؟ لذا عليكم أيها السائحون العرب تغيير وجهتكم أو تغيير تاريخ مجيئكم !!
أخيراً ، قرأت عن آخر اكتشاف لعلماء يابانيين وهو صناعة مركبة فضائية جديدة بتكلفة رخيصة تحل محل المكوك الأمريكي ، لإرسالها إلى الفضاء ، وعلماء بريطانيون يطورون حالياً أجهزة عالية التقنية تقوم بإجراء عمليات جراحية عن بعد ، مع ذلك تبقى طوكيو ولندن ضمن المدن المزدحمة ولا تزال هذه المشكلة تؤرق المسؤولين فيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *