صباحهم إبتكار … وصباحنا دمار…

في كل صباح نستيقظ لنرى ونسمع عن إبتكار جديد في الغرب من قبل أفراد أو مؤسسات بينما يستيقظ العالم العربي على دمار وقتل وإقتتال بين أبناء الوطن الواحد والكل يتسائل لماذا ومن المسؤول؟
والأكثرية يحملون الإستعمار ودول الغرب ما جرى ويجري في أوطانهم و أنه لا حول ولا قوة لهم، مع أنه لا يخفى على أحد أن هذا الدمار يروج له بإسم الإسلام وتحت شعار الله أكبر وبأن هؤلاء الذين يقتلون في أوطانهم يستحقون لأنهم غير متمسكين بشعائر الدين الإسلامي!!!
من الذي أوصل المواطن العربي الى تصديق مثل هذه المغالطات؟؟ ومن المستفيد ومن المتهم من نشر مثل هذه الأفكار والأكاذيب ومن المسؤول عن تردي لغة الحوار والنقاش في المجتمعات العربية؟؟؟
هل السبب هو قمع الحريات وحجب الحقائق أم سكوت الشعوب وقبولها بالوضع العام بإعتبار أن من تعرفه أحسن من من لا تعرفه، وهذا ما يردده البعض، أما البعض الآخر فقد إكتفى بترديد، ما دمت أحصل على أبسط وسائل الحياة في وطني فلا يهمني ما يحصل لغيري!!
أم السبب هو الحكومات العربية والإسلامية أم مشايخ الدين وتناقضاتهم؟؟ وهنا يخطر ببالي ما كتبه مفكر غربي حيث قال: أن الإسلام والعرب وصلوا إلى العالم بفضل جهود علمائهم رغم الصعوبات التي واجهتهم فأين هم الآن؟؟!!
وهذا يؤكد على أن ما يسمى بعلماء الدين في هذا العصر لم يتحركوا من أجل نشر الإسلام في العالم، وتعريف الجيل الجديد بتعاليمه، بل أنهم لم يقدروا على إيصال رسالة الإسلام إلى شباب هذا الجيل من المسلمين، رغم وفرة الوسائل التكنولوجية في عصر التقدم العلمي الذي لا يعترفون به!! بل ساهموا بطريقة او بأخرى بإبعاد الشباب عن الإسلام الحقيقي!!
وإكتفى بعضهم بالظهور عبر وسائل التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام المرئية وإستغلالها لنفاق السلطات والتحدث عن الإسلام والدين ونشر أفكار غير معقولة كعدد الحوريات في الجنة لكل مسلم غير آبهين بتداعيات ذلك على بعض الشباب خاصة الطبقة الفقيرة الذين يحلمون بذلك ماداموا محرومين في دنياهم ويعانوا من ضغوطات الواقع وصعوباته!!
هكذا يبث هؤلاء المشايخ وهم غالباً من المذهبين الكبيرين في الإسلام التفرقة والتقاتل بين المسلمين ويبعدون الشباب عن الإسلام الحقيقي، وبذلك يمكنون الحكومات الدكتاتورية الفاسدة في بعض الدول، من السيطرة على الحكم تحت ذريعة حماية المواطنين من مثل هؤلاء الشباب، الذين أصبحوا متطرفين بسبب أفكار مثل هؤلاء المشايخ، بل تمادى بعض المشايخ وأصبح يردد نفس الكلام عبر وسائل الإعلام وبالذات المرئية حيث أفتى أحدهم وهو مرتاح على كرسي أمام الكاميرا بأن التصوير حرام وكل المصورين سيذهبون إلى جهنم ونسي أو تناسى أنه يظهر على شاشة ويصور، وأكد أن هذا حديث نبوي!!!
أليس دور الدين تسليط الضوء على الجهل والفساد الذي أصبحت تعيشه الشعوب العربية في هذا العصر المتطور؟؟ ألم نقرأ جميعاً على أن العلم نور والجهل عار؟؟
تشير بعض الإحصائيات أن أكثر من 57 مليون عربي لا يعرفون القرائة والكتابة وأن 13 مليون طفل عربي لم يلتحقوا بالمدارس هذا العام و30 مليون عربي يعيشون تحت خط الفقر ومعدلات الفقر إزدادت بنسبة 8% وحوالي ترليون كلفة الفساد في المنطقة العربية وخمس دول عربية في قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم!!!!
فيا ترى ماذا كان رد فعل الحكومات العربية من هذه الأرقام المخيفة وماذا هم فاعلون للحد من هذه الآفات أو على الأقل تفادي تفاقم الأوضاع إلى الأسوأ؟؟ طبعاً لاشيء لأنهم طرف في كل ما ورد في هذه الإحصائيات وعلى رأسها الفساد، وأين المشايخ من كل هذا؟؟!!!
أليست بلاد العرب والمسلمين هي التي أنجبت عظماء من العلماء في شتى مجالات العلم والمعرفة وهم اللذين وضعوا اللبنة الأساسية للتقدم الذي نعيشه اليوم ومع الأسف أصبح احفادهم في ذيل البشرية.
إذاً كيف نريد من الشعوب العربية وبالذات الشباب الإنتاج والإختراع وهي إما تعيش في ظلمات الجهل أو مغلوبة على أمرها ولا تستطيع التعبير عن رأيها ولو بكلمة، ولو حاول أحدهم فعل ذلك فقد يختفي أو يتعرض للسجن والتعذيب، أما الشعوب الأوربية فلأنها تختار بإرادتها من يحكمها ويقودها فهي تحاسبه في حالة الخطأ وتتظاهر ضده في حالة عدم الإيفاء بإلتزاماته تجاهها.
فإين الشعوب العربية من الشعوب الأوربية؟؟
مع أن بعض الدول الأوربية أقل غنى منها مع ذلك فهم يحلون مشاكلنا ويستقبلون لاجئينا ويعالجون مرضانا ويعلمون طلابنا ويصنعون سياراتنا وينتجون أكلنا وجميع متطلبات حياتنا من أبسطها لأغلاها .. و…. و…. ونحن نكتفي بالإستهلاك. ومن يريد التقدم واللحاق بهم عليه الذهاب إليهم والإنتساب لهم فهم أفضل من يدعم الإنسان ويحترم طموحه.
19/11/2017

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *