ندوة رعاية المجتمعات للقرن 21 دعماً للسنة الدولية لكبار السن

بودابست – هنغاريا
22/09/1999 26/09/1999
أصحاب السعادة ،،،
السيدات والسادة ،،،
أود في مستهل هذه الكلمة أن أعبر عن تقديري للاستقبال و الضيافة الكريمة التي لاقيتها و الوفد المرافق لي في مدينة بودابست العريقة و كذلك منظمي المؤتمر و المجلس الدولي لرعاية المجتمعات.
و كما أشرت في كلمتي إلى المؤتمر المحلي الدولي لرعاية المجتمعات الذي عقد في نيويورك في فبراير الماضي،
فان السياسة المعلنة لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة تتمثل في تقديم أقصى الدعم للجهود المحلية الدولية لتحسين ظروف المعيشة.
لذا فإن بلدية دبي تعطي درجة عالية من الأهمية للقضايا الاجتماعية في مجال تطوير المستوطنات البشرية بما في ذلك التحديات الهامة التي تواجهها في القرن الحادي و العشرين فيما يتعلق بالزيادة الكبيرة في عدد السكان من فئة كبار السن.
تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة موجة عارمة في التنمية الاقتصادية و البشرية. و أن أي منا نحن ذوي الارتباط المباشر باتجاه التخطيط الاستراتيجي و العمل الاستراتيجي على دراية تامة بأن سعينا للتنمية السريعة لا يجب أن يؤثر سلبا على عاداتنا و تقاليدنا المتوارثة عبر التاريخ و التي تقوم على قيم أساسية لرعاية المجتمع و خاصة كبار السن في هذا المجتمع.
لذا، وعلى سبيل المثال فإن سياستنا الخاصة باستخدام الأراضي تلتزم بشكل ثابت بسياستنا الاجتماعية الرامية إلى تعزيز نظام الأسرة الممتدة على الدوام. وقد حاولنا أن نتعلم الدروس الصحيحة من خبرات الدول الصناعية حيث نجم عن التنمية الاقتصادية أثراً سلبياً على كبار السن مثل نبذهم.
ولتعزيز التعاون و العمل الدولي في قضايا البيئة فقد قامت حكومة الإمارات العربية المتحدة عام 1995 بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء. حاكم دبي بإستحداث جائزة دبي الدولية لأفضل الممارسات في تحسين ظروف المعيشة و التي تؤكد ضمن أمور أخرى على الاحتياجات الخاصة بالمسنين. الغرض الرئيسي من الجائزة هو تقدير و تعزيز الوعي بأفضل الممارسات ذات الإنجازات المميزة و المستدامة في تحسين الظروف المعيشة.
تتم إدارة جائزة دبي الدولية لأفضل الممارسات بالشراكة مع مركز الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية و 32 مؤسسة دولية مرموقة مثل المعهد الأسيوي للتكنولوجيا (AIT) في تايلاند و المعهد البرازيلي للإدارة البلدية ( IBAM) و مركز البيئة و التنمية ، المنطقة العربية و أوروبا (CE DARE) في مصر و الكلية الجامعية في لندن بالمملكة المتحدة و الكلية العليا للتصميم في جامعة هارفارد المتحدة الأمريكية و جامعة بريتوريا في جنوب أفريقيا.
تتكون الجائزة من مبلغ 400000 دولار أمريكي توزع 300000 دولار منها على أفضل عشرة ممارسات فائزة، أما مبلغ 100000 دولار فتغطي المصاريف الإدارية. ويكون الاختيار للجائزة بأسلوب صارم و على ثلاثة مراحل:
1. التحقق بواسطة أحد شركاء جائزة دبي الدولية لأفضل الممارسات من حيث استيفاء الممارسة المرشحة للمعايير الموضوعة في دليل التقديم.
2. التقييم من قبل مجموعة دولية من الخبراء الفنيين التي تجهز قائمة مختصرة من 50 أفضل ممارسة.
3. الاختيار النهائي لأفضل عشر ممارسات بواسطة هيئة تحكيم دولية من شخصيات مرموقة.
تم منح أول جائزة في يونيو 1996 في أسطنبول بتركيا كجزء من أحداث مؤتمر الموئل الثاني و ذلك بحضور الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة في ذلك الحين، الدكتور بطرس غالي. أما الدورة الثانية من الجوائز فقد كانت في دبي برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع لدولة الإمارات العربية المتحدة و بحضور الدكتور كلاوس توبفر المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة و المدير العام لمكتب الأمم المتحدة في نيروبي و رئيس مركز الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية.
حتى الآن منحت الجائزة إلي 16 أفضل ممارسة من الأرجنتين و ساحل العاج و الصين و كولومبيا و مصر و الهند و كينيا و المغرب و المكسيك و هولندا و الفليبين و أسبانيا و تنزانيا و الولايات المتحدة الأمريكية.
و يسرنا أن نلاحظ أنه على الرغم من حداثة سن هذه الجائزة فقد حققت أثرا ملحوظا نذكر منه الأمثلة التالية:
1. استفادت عدد من الدول من بعض أفضل الممارسات .فمثلا تم استخدام نموذج بنك سيوا (SEWA ) للنساء في الهند وسريلانكا و كندا و استخدام نموذج مشروع تطوير Banana Kelly Community في نيويورك في كينيا.
2. تضم قاعدة بيانات افضل الممارسات التي تديرها مؤسسة Together Foundation في نيويورك نيابة عن الشركاء ما يزيد عن 600 أفضل ممارسة ناجحة يمكن الدخول إليها بواسطة الانترنت من كافة إنحاء العالم.
الدورة التالية لجائزة دبي لأفضل الممارسات ستكون في يوم الموئل العالمي و غالبا في نيويورك بتاريخ 2 أكتوبر من عام 2000. وقد تم إرسال الإعلانات لتقديم الطلبات للجائزة إلى آلاف العناوين في العالم، علما بان آخر موعد لتقديم الجائزة هو أول مارس من عام 2000.
إن أحد الأغراض الرئيسية من مشاركتنا في هذا المؤتمر هو التعبير عن ثقتنا في قدرة الحكومات و السلطات المحلية و المنظمات غير الحكومية و القطاع الخاص و المجتمع في وسط و غرب أوروبا على المساهمة الفعالة في تحسين الظروف المعيشية على النطاق العالمي عن طريق تعميم أفضل ممارستنا.
إننا نؤمن بان تشجيع السلطات المحلية للتقدم بأفضل الممارسات سيكون له أثراً إيجابياً على تحسين الظروف البيئة على المستويات المحلية و الإقليمية و الدولية. إلى ذلك فإن إتاحة الوصول إلى قاعدة البيانات الخاصة بأفضل الممارسات توفر معلومات عملية جاهزة يمكن من خلالها الحصول على دروس قيمة ذات كفاءة اقتصادية.
لذا فإننا نرحب بدعمكم الهادف إلى زيادة المشاركة بتقديم الطلبات من مناطقكم لجائزة دبي لأفضل الممارسات و تسمية مؤسسات مناسبة ترتبط معنا كشراء أو منتسبين.
وأخير نود أن نعبر عن أملنا في أن تنبثق عن منطقتكم أفضل ممارسات فائزة بالجائزة لتكون مؤشرا عن تحقيقكم أراء ذو تنمية بيئية صالحة.
و شكرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *