حفل يوم التراث العالمي

دبي – دولة الإمارات العربية المتحدة
ابريل 2002
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة والأخوات
الحفل الكريم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،،،،
يسرني ويشرفني أن أرحب بكم في هذا الحفل، وأن أشكركم على مشاركتكم لنا في الاحتفال بهذه المناسبة المتميزة : يوم التراث العالمي .
إن احتفالنا بهذه المناسبة في كل عام يجسد رؤية إمارة دبي ودولة الامارات فى ضرورة الحفاظ على قيم التراث العمراني والمعماري التي تزخر به هذه الأرض الطيبة – كجزء لا يتجزأ من التراث العالمى – تلك الرؤية تنبع من إيمان قوى بضرورة العمل على وحدة مصير البشرية ورخائها في عالم لم تعد إطارات فهم مشكلاته قاصرة على الأطر البيئية والمادية، بل تعدتها إلى فهم أعمق وأشمل لطبيعة وجذور ما يعانيه من فراغ وقصور ثقافي.
إن اقامة وبناء صروح من التبادل والتفاهم المعرفي العالمي بين الحضارات الانسانية لهو السبيل والركيزة الأساسية التي يمكن من خلالها تذليل جملة ما يعانيه عالمنا اليوم من عوائق نفسية وثقافية وسياسية، تلك التى تؤثر بصورة سلبية على قيمنا الحضارية. من هنا تبرز أهمية هذه المناسبة الطيبة من خلال التأكيد على فهم التراث العالمي والاستفادة المتبادلة منه وإحيائه وتجديده لصالح الحضارة الإنسانية والبشرية جمعاء .
الأخوة والأخوات إن جهود بلدية وإمارة دبي المكرسة للمحافظة على التراث الوطني بما يحمله من قيم فنية ومعنوية، عكست بصدق تطور المجتمع وكيفية تلبية احتياجاته الوظيفية والنفسية من خلال دوراته الحضارية المختلفة، وهو خير تجسيد لرسالة دبى ودولة الامارات فى هذا الصدد . تلك الجهود تتمثل في ترميم وإعادة تأهيل أكثر من ثمانين مبنى تاريخي منتشر في الإمارة وتحويلها إلى متاحف ومباني مختلفة الأغراض، بهدف إكسابها دورا ديناميكيا فعالا فى حياتنا المعاصرة، الأمر الذي يضاعف مهمتنا كمعنيين بالحفاظ على قيم مجتمعاتنا بالعمل المستمر لتحقيق الآليات الفعالة التي يمكن من خلالها تأكيد هويتنا والحفاظ على موروثاتنا الحضارية.
إن إغناء تراثنا وتجديده باستمرار عملية ضرورية ليس لنهضة أمتنا وحيويتها فحسب، بل ولتحقيق قدرتها أيضاً على استئناف دورها التاريخي العريق في تشكيل حركة الحضارة، ومن ثم تحقيق المعادلة الصعبة بين الأصالة وما فيها من ثوابت وجذور تربطنا بقيمنا وبين المعاصرة وما تحمله من بريق التقدم.
تلك رسالتنا وسبيل إسهامنا في إغناء التراث الحضاري العالمي وتجديده.
نشكركم ثانية على مشاركتكم الطيبة في هذا الاحتفال.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *