مؤتمر مجموعة ال77 للعلوم والتكنولوجيا – الافتتاح

دبي – دولة الإمارات العربية المتحدة
27/10/2002 29/10/2002
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب المعالي والسعادة
سيداتي وسادتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني أن أرحب بكم في مدينة دبي بدولة الامارات العربية المتحدة، ويشرفني أن أنقل اليكم تحيات صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة ورئيس المجلس الأعلى للإتحاد، وأخيه صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، عضو المجلس الأعلى للإتحاد رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
إن وجود هذا العدد الكبير من الوزراء ونخبة من العلماء والدبلوماسيين والخبراء، هو في حد ذاته مؤشراً كافياً لنجاح هذا المؤتمر الكبير.
إن إختياركم لمدينة دبي لإستضافة هذا المؤتمر الأول في تاريخ مجموعة الـ 77 والصين، منذ إنشائها عام 1964, إننا فخورين بأن تترأس دولة الامارات العربية المتحدة مجموعة الـ77 في باريس.
إن القضايا والهموم والآمال التي تجمعنا هنا كثيرة، منها إشكاليات التنمية وضرورة التقدم والنهوض، وشروط التعاون، بإختصار مايجمعنا هنا هو المصير المشترك، لم يكن مصير شعوب العالم النامي مترابط ببعضه مثل ماهو عليه في الوقت الحاضر.
إنني على يقين تام بأن تطور العلوم يدفع بتطور الإنسان، وأن احد المهام الكبيرة التي تقع عليكم اليوم هي البحث عن كيفية تسخير العلوم والتكنولوجيا لخدمة الإنسان وتقدمه.
لذلك فإن التعاون بين بلداننا في مجموعة الـ77 ومؤازرتها لبعضها البعض لم يعد في ظل الظروف والتحديات العالمية الراهنة خياراً فحسب، بل ضرورة حتمية وشرطاً لإرتقاء الجميع.
كما لايمكن الحديث اليوم عن التنمية الحقيقية الشاملة مالم نتمكن من توظيف العلوم والتكنولوجيا بشكل جيد في إستراتجياتنا التنموية. والتنمية لاتقوم بالإقتصاد الحر وحده، بل يتوجب أن تتضافر لها كل العوامل والشروط الضرورية. لاشك بأن العلوم اليوم هي العامل المحرك والدافع لأي تنمية شاملة ومستدامة، وعلينا أن ننظر اليها كإستثمار حقيقي لكسب المستقبل.
إن بلدان الجنوب ليست فقيرة بالعلماء والباحثين في كل المعارف، فنحن نعلم بأن علماءنا يملؤون الجامعات ومراكز الأبحاث والمختبرات الأوروبية والأمريكية، وأنتم جميعاً نماذج لهذه الثروة الهامة. لكن ماتفتقد له بلداننا هو تكاتف الجهود والتنسيق العلمي والمعرفي، إذ تقع علينا جميعاً مهمة التأسيس لبناء ثقافة التعاون بين بلداننا ومجتمعاتنا.
آمل أن يتمكن مؤتمركم هذا من الخروج بنتائج إيجابية تدفع بإتجاه الهدف المطلوب، ويضع تصوراً واضحاً للعمل المستقبلي المشترك، كما آمل أن يكون هذا المؤتمر رمزاً للتضامن بين دول الجنوب، ونقلة عملية ونوعية لمواجهة متطلبات مجتمعاتنا وتحديات المستقبل وإنني على ثقة بأنكم أهل لهذه المسؤولية الحضارية والتاريخية.
في الختام، أتمنى لكم طيب الإقامة ولمؤتمركم النجاح والتوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *