مأدبة عشاء لوفد بلدية دبي خلال زيارتهم لمدينة ديترويت الامريكية

ديترويت – الولايات المتحدة الأمريكية
18/11/2004
بسم الله الرحمن الرحيم
سيداتي سادتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،، يطيب لي في مستهل هذا الحفل ان اشكر لكم دعوتكم لي ويسعدني أن تكون هذه الزيارة الثانية لي لمدينة ديترويت، كما يشرفني ان اشارككم احتفالكم هذا وأنقل لكم تحيات قادة وشعب دولة الإمارات العربية المتحدة، الذين يسعون دائماً الى مد جسور التعاون والتواصل بين شعوب العالم وبناء صروح من التبادل والتفاهم المعرفي بين مختلف الحضارات الانسانية، وعند ذكر قادتها، لابد من ذكر باني ومؤسس هذه الدولة الفتية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي فقدناه مؤخراً والداً وقائداً فرحمة الله عليه.
أيها الحضور، إن تجمعكم هذا يجسد خير مثال للهجرة العربية التي تعبر عن حب العرب للحياة الانسانية الحرة الكريمة حيث يعتبر المغتربون العرب نخبة من افراد امتنا العربية، هاجرت عن ارض الوطن بهدف الحصول على الحرية التي حرموا منها في اوطانهم ابان الاستعمار ومن اجل المعرفة وحب الإستكشاف، ومن اجل البحث عن فرص أفضل للإرتقاء والتقدم اقتصادياً وعلمياً، ورغم المعاناة التي عاشها المغتربون العرب خارج اوطانهم والتي تمثلت في اختلاف العادات والتقاليد واللغة، الا انهم نجحوا في التغلب على كل هذه العقبات، ووصلوا الى اعلى المراكز في اوطانهم الجديدة، ويشكلون فيها حالياً ركائز مهمة. مع ذلك لم يتوانوا عن دعم وطنهم الأم بإعتبارهم الثروة الحقيقية له على مختلف الأصعدة الإقتصادية والثقافية والسياسية. ومايجب أن نذكره للهجرة العربية الحديثة هو أن المهاجر العربي ظل في بلاد الغربة محافظاً على إنتمائه القومي، وعلى ميزاته العربية، معتزاً بتقاليد امته وتراثها ولغتها حيث حافظ المغتربون العرب على صلاتهم بالوطن واعتبروا انفسهم دعاة لقضايا الأمة العربية وسفراء لها في الخارج.
ويحسب لهم أنهم اسسوا في بلاد الاغتراب عشرات من الصحف والمجلات الناطقة بلغتهم العربية الأم، وعبروا من خلالها عن مشاعرهم العميقة تجاه امتهم وعن قضاياها المصيرية. واسمحوا لي أن أشكركم لأنكم اتحتم لي الفرصة للبحث عن المهاجرين العرب الأوائل، وكما عرفت من أحد المصادر أن اول مغترب عربي الى امريكا الشمالية هو انطونيوس البشعلاني، سوري الجنسية، هاجر الى أمريكا الشمالية عام 1854، وقد أقيم له نصب تذكاري في مدينة نيويورك بصفته المغترب الأول إلى العالم الجديد.
أيها الحضور، سيداتي سادتي،،،
في إطار حرص دولة الامارات العربية المتحدة على التواصل ومد جسور التعاون مع الأشقاء العرب في مختلف دول العالم، إستضافت مدينة دبي أول اجتماع للمغتربين اللبنانيين في الشرق الأوسط، الذي جاء ليؤكد على الدور المميز الذي تلعبه الجاليات اللبنانية والعربية في جميع أقطار العالم، وهي جديرة بأن يفتح لها مجال المشاركة في شتى الميادين لأنها لم تتوان عن تقديم أية خدمات وتبذل كل الجهود لخدمة أوطانها الأم، وما على الدول العربية إلا أن تطلب منها ذلك وأتمنى عليها أن تستفيد من هذه الطاقات.
أن مدينة دبي تعمل على أن تكون الوجهة المفضلة للمغتربين العرب نظراً لما تتمتع به من ميزات جيدة، بدءً من بنيتها التحتية المتطورة وتوفيرها لجميع الخدمات الأساسية وعلى أعلى مستوى لكل من يقطن على أرضها وسعيها الدائم الى التطوير نحو الأفضل، وإستثمار كل ماهو جديد حتى اصبحت العصب الحيوي للتجارة في المنطقة بإعتبارها قلب السوق التجارية العالمية بين الشرق والغرب وبفضل سياسة حكومة دولة الامارات التي وضعت الأسس السليمة لبناء وتقديم كل التسهيلات الخدمية الراقية لتحقيق رؤيا رواد مسيرتها، واسمحوا لي أن اقدم بعض الأرقام والبيانات عن مدينة دبي. فعلى سبيل المثال يتوقع أن يبلغ زوار دبي العام الحالي 20 مليون سائح، يرتفع عام 2010 إلى 60 مليون سائح. ولمواجهة ذلك فإن أعمال توسعة المطار جارية الآن بتكلفة 4 مليارات ونصف المليار دولار، ليكون مهيئاً لإستقبال 70 مليون مسافر يتوقع أن يستخدموا مطار دبي عام 2017. وقد إستقبلت دبي العام الماضي أكثر من خمسة ملايين نزيل ولديها أكثر من 271 فندقاً من بينها 32 فندق خمس نجوم و30 فندق 4 نجوم ويبلغ عدد الغرف في فنادق دبي حوالي 25600 غرفة وأكثر من مئة منشأة شقق فندقية، وتلعب السياحة دوراً مهماً في الاقتصاد الوطني حيث تشكل نحو 17% من إجمالي الناتج المحلي للإمارة.
سيداتي سادتي،،
ينعقد إجتماعكم هذا والعالم العربي يمر بمرحلة صعبة من تاريخه، وقد كان دوركم بارزاً وفعالاً في التواصل والتعريف بالوطن العربي في الخارج وأتمنى أن تستمر جهودكم لأن الأمل معقود على قدراتكم لتحريك العلاقات العربية الأمريكية، وهنا لايفوتني ان أشيد بجهود كل إنسان عربي مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، وبالذات في ولاية ميتشيغان، وعاصمتها ديترويت، من أجل عمله الدؤوب على توصيل صوت العرب. أتمنى لكم التوفيق. وشكراً والسلام عليكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *