مؤتمر دبي للتنمية العمرانية المستدامة

دبي – دولة الإمارات العربية المتحدة
18/03/2005 20/03/2005
أصحاب المعالي والسعادة …
السيدات والسادة…
شهد القرن العشرين تغيرات اجتماعية واقتصادية وعمرانية على مدى مائة عام من عام 1900 إلى عام 2000 حيث نما سكان العالم من 1.6 مليار نسمة إلى 6.1 مليار نسمة وقد حدثت 80% من الزيادة منذ عام 1950 وشهدت الفترة مابين 1987 و 2000 زيادة حوالي مليار نسمة. وهى اقصر فترة في التاريخ لزيادة سكانية . بينما زاد سكان العالم 4 مرات زادت المساحة الحضرية وارتفع الناتج المحلى الإجمالي بين 20 و 40 مرة، ولكن هذا النمو السريع اخذ أشكال متباينة في جميع أنحاء العالم ولم تستفيد جميع الدول منه بشكل متكافئ، فإرتفاع مستويات التحضر ترتب عنها ضغوط كبيرة أدت إلى استنزاف العديد من موارد البيئة الطبيعية وبشكل دائم.
ولقد تناولت الكثير من الدراسات والكتابات كيفية تحقيق التوازن بين السكان والموارد الطبيعية. مع التركيز على أن هدف التنمية هو الإنسان لانه هو الذى يحرك التقدم ويخلق الثروة ويطور العلم والتكنولوجيا ، وتزداد قدرته على تحسين البيئة كل يوم لتحقيق الكفاءة الاقتصادية عند استخدامه للموارد .
إن مفهوم التنمية المستدامة كما هو متداول في أوساط الأكاديميين والمتخصصين في هذا المجال لا ينحصر في علاقة التنمية بالبيئة الطبيعية فحسب بل انه يتعدى ذلك إلى علاقة التنمية بالأبعاد العمرانية والاقتصادية والاجتماعية. وبمعنى أخر فإن هذا المفهوم يحمل معنى أوسع وأشمل يهدف إلى إيجاد نوع من التوازن في قرارات التنمية بين المكونات الثلاث الرئيسية للتنمية ” البعد العمرانى والبعد الاقتصادي والبعد الاجتماعي ” . وبناءً عليه تبنت الأمم المتحدة تعريفاً واسعاً للتنمية المستدامة يتلخص في ” التنمية التي تلبى احتياجات الجيل الحاضر دون التأثير على فرص الأجيال القادمة في الحصول على احتياجاتها”.
و في السنوات الأخيرة بدأ الإهتمام بموضوع التنمية العمرانية المستدامة وذلك على أثر إنعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية‏ البشرية في ستوكهولم عام 1972 والذي كان أول مؤتمر حكومي دولي حول حماية البيئة وذلك نتيجة قلق العالم المتزايد على مصير الأرض وزيادة نسبة التلوث.
وفي ظل كل هذا ارتأت بلدية دبي تنظيم المنتدى الأول للتنمية العمرانية المستدامة لطرح قضية إعادة تأهيل منطقة الأعمال المركزية كإحدى قضايا التنمية العمرانية المستدامة والتي تتميز بخصائصها العمرانية وأهميتها الاقتصادية، والعمل على إعادة تأهيل بيئتها العمرانية والاجتماعية لتواكب التطور العمراني ولتدعيم النشاط الاقتصادي ، وتعزيز دورها كوجهة لرجال الأعمال وأصحاب المصالح التجارية والمتسوقين، خاصة و أن تأهيل منطقة الأعمال المركزية هو مصدر اهتمام العديد من المدن في أنحاء العالم ، ويعتبر من أهم الموضوعات التي تناولتها البحوث والدراسات التخطيطية بالتحليل . حيث تأثرت تلك المناطق بظهور التجمعات والمدن الجديدة .
ولكي تحقق إمارة دبي التنمية المستدامة وضعت مجموعة من الخطط الاستراتيجية بشأن التخطيط الحضري والحفاظ على التراث : مخطط التنمية الشامل 985-2000 ، خطة النمو العمراني الاستراتيجي لإمارة دبي 2000-2050 ، المخطط الهيكلي لمنطقة دبي الحضرية 2000-2020 ، الخطة الخمسية الأولى لمنطقة دبي الحضرية 2000-2005 ، التشريعات والقوانين المتعلقة بكافة إستعمالات الأراضي ، وقد خلصت هذه الخطط إلى إعداد جملة من الاستراتيجيات والسياسات والأهداف التي تضمن تحقيق أفضل النتائج وبكفاءة اقتصادية عالية يمكن من خلالها الحفاظ على الموارد بالشكل الذي يعزز ضمان استمرارية وتيرة التنمية ورفع المستويين النوعي للحياة الحضرية شاملاً التوازن السكاني واستعمالات الأراضي، وآخر للخدمات البيئية شاملاً الحفاظ على النمو العمرانى.
من هنا حانت أهمية هذا المنتدى لكي يعكس مدى الاهتمام المتزايد بالتنمية العمرانية المستدامة ووضع الاستراتيجيات العمرانية لتحقيق الرفاهية من خلال تقديم خدمات ذات نوعية جيده .
والسلام عليكم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *